الناس يموتون برداً.. تحذير أممي من تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة بسبب الطقس

الناس يموتون برداً.. تحذير أممي من تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة بسبب الطقس
غرق خيام النازحين- أرشيف

جدّدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، اليوم الأربعاء، دعوتها العاجلة إلى السماح الفوري بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، محذّرة من أن الظروف الجوية القاسية تزيد من تفاقم الأوضاع المعيشية الكارثية التي يعيشها مئات آلاف النازحين، في وقت تواصل فيه السلطات الإسرائيلية منع الوكالة من إدخال المساعدات بشكل مباشر منذ أشهر. 

وأكدت الوكالة، في بيان لها، أن استمرار هذا المنع، بالتزامن مع انخفاض درجات الحرارة والأمطار الغزيرة، يهدد حياة آلاف العائلات التي فقدت منازلها وتعيش في خيام مهترئة أو مساكن متضررة جزئياً لا توفر الحد الأدنى من الحماية.

فاقمت الأحوال الجوية القاسية، بحسب الأونروا، معاناة السكان الذين يعيشون في ظروف إنسانية بالغة الصعوبة، حيث باتت الخيام التي تؤوي العائلات غير قادرة على الصمود أمام الرياح والأمطار، فيما تحولت العديد من المساكن المتضررة إلى مصائد خطر تهدد حياة قاطنيها. 

وأشارت الوكالة إلى تقارير ميدانية أفادت بوقوع وفيات نتيجة انهيار مبانٍ متضررة كانت تؤوي نازحين، إضافة إلى تسجيل حالات وفاة بين الأطفال بسبب البرد القارس، في ظل غياب وسائل التدفئة ونقص الأغطية والملابس الشتوية. 

وأوضحت أن هذه الوقائع تعكس هشاشة الوضع الإنساني وتكشف حجم المخاطر التي يواجهها المدنيون، خصوصاً الأطفال وكبار السن والمرضى.

نزوح بلا مأوى آمن

واصلت الأونروا، رغم القيود المفروضة، تقديم ما أمكن من دعم للعائلات النازحة، مؤكدة أن قدرتها على الاستجابة تبقى محدودة للغاية في ظل منع إدخال المساعدات الإنسانية بشكل مباشر وعلى نطاق واسع. 

وبيّنت أن آلاف الأسر تعتمد كلياً على المساعدات للبقاء على قيد الحياة، سواء من حيث الغذاء أو المياه الصالحة للشرب أو الرعاية الصحية، لافتة إلى أن استمرار القيود الحالية يحرم السكان من احتياجات أساسية، ويضاعف من مستويات الفقر وسوء التغذية، خاصة بين الأطفال.

وحذّرت الوكالة من أن التأخير في إدخال المساعدات يفاقم المخاطر الصحية، مع انتشار الأمراض المرتبطة بالبرد وسوء الصرف الصحي، في وقت تعاني فيه المنظومة الصحية في غزة من شبه انهيار نتيجة النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية. 

وأكدت أن العديد من العائلات باتت مضطرة لاستخدام وسائل بدائية للتدفئة، ما يزيد من مخاطر الحرائق والاختناق داخل الخيام والملاجئ المؤقتة.

تحذير من كارثة أكبر

شدّدت الأونروا على ضرورة وضع حد فوري لهذا الوضع، عبر السماح بدخول المساعدات الإنسانية «على نطاق واسع ودون عوائق»، مؤكدة أن حماية المدنيين وتلبية احتياجاتهم الأساسية التزام قانوني وأخلاقي لا يحتمل التأجيل. 

ودعت المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغط فعلي لضمان وصول المساعدات، محذّرة من أن استمرار هذا الوضع مع اشتداد فصل الشتاء قد يقود إلى كارثة إنسانية أكبر، تكون كلفتها البشرية باهظة، خصوصاً على الفئات الأكثر ضعفاً.

واختتمت الوكالة تحذيراتها بالتأكيد أن كل يوم تأخير يعني تعريض المزيد من الأرواح للخطر، مجددة دعوتها العاجلة للسماح الفوري بإدخال المساعدات، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية